شهد لبنان حدثًا أمنيًا بارزًا بعد إعلان الجيش اللبناني القبض على نوح زعيتر، أحد أكثر المطلوبين شهرة في ملفات المخدرات والتهريب في البقاع. هذا التوقيف الذي جرى عبر كمين محكم أثار اهتمام الرأي العام، نظرًا لِما يمتلكه زعيتر من سجل طويل مع القضاء، إضافة إلى دوره المحوري داخل شبكات الجريمة المنظمة. في هذا المقال نعرف من هو نوح زعيتر، وما الأسباب التي جعلت توقيفه خطوة حاسمة في المشهد الأمني اللبناني.
من هو نوح زعيتر؟
نوح زعيتر هو اسم ارتبط لسنوات عالم تجارة المخدرات في لبنان، خصوصًا في منطقة البقاع حيث تنتشر زراعة القنب والحشيش. ينحدر من مدينة بعلبك، وتمكّن عبر سنوات من تشكيل شبكات واسعة تشمل نشاطات غير قانونية متنوعة، أبرزها تصنيع وتهريب المخدرات، الاتجار بالسلاح، والخروج المتكرر على سلطة الدولة.
وقد صدرت بحقه عشرات مذكرات التوقيف والأحكام الغيابية، منها أحكام تصل إلى السجن المؤبد، إضافة إلى إدراج اسمه على لوائح العقوبات الدولية بسبب ارتباطه بعمليات تهريب الكبتاغون. ورغم ذلك، ظلّ زعيتر يظهر أحيانًا عبر وسائل الإعلام، مثيرًا الجدل عبر نفيه المتكرر للاتهامات أو عبر تصريحاته المثيرة.
بهذه الخلفية، أصبح زعيتر أشبه بـ”الاسم الأبرز” في عالم المخدرات في لبنان، ورمزًا لواحدة من أعقد القضايا التي تواجهها الدولة في البقاع.
سبب القبض على نوح زعيتر
جاء توقيف نوح زعيتر بعد عملية محكمة نفّذتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني على إحدى الطرق في منطقة البقاع. العملية، التي وُصفت بالدقيقة، نجحت في القبض عليه من دون اشتباكات كبيرة، وهو ما يعكس مستوى التحضير الأمني وتتبّع تحركاته لفترة طويلة.
السبب المباشر لإلقاء القبض عليه هو حجم الملفات المفتوحة ضده، والتي تشمل جرائم تتعلق بالمخدرات، تصنيع الكبتاغون، إطلاق النار على الجيش، ترويج الأسلحة، والخطف. إضافة إلى ذلك، يشكّل توقيفه خطوة أساسية في محاولة الدولة ضرب شبكات المخدرات التي لطالما استغلّت التضاريس الجغرافية والبيئة العشائرية في البقاع.
يمثّل القبض على نوح زعيتر محطة مهمّة في المواجهة بين الدولة اللبنانية وشبكات الجريمة المنظمة. فالرجل الذي ظلّ لسنوات بعيدًا عن أيدي العدالة، سقط أخيرًا في كمين محكم يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مكافحة المخدرات. ويبقى السؤال: هل سيكون هذا التوقيف بداية لتفكيك الشبكات المرتبطة به، أم مجرد خطوة أولى في مسار طويل؟