سبب وفاة أبو إسحاق الحويني الشيخ والداعية المصري، يعد أبو إسحاق الحويني، أحد أبرز العلماء والدعاة المصريين الذين عرفوا بإسهاماتهم الكبيرة في مجال الحديث الشريف. والذي ترك بصمته في دراسة الحديث والدعوة الإسلامية، حيث امتدت رحلته العلمية بين مصر والأردن والسعودية وصولاً إلى قطر التي عاش فيها آخر سنوات حياته. لذا فإننا عبر سطور مقالنا هذا سنلقي الضوء على مسيرته العلمية والعملية بالإضافة إلى سبب وفاته ومؤلفاته فابقوا معنا.
سبب وفاة أبو إسحاق الحويني
إن سبب وفاة أبو إسحاق الحويني هو صراع طويل مع المرض. حيث تعرض لوعكةٍ صحية نقل على إثرها لأحد مستشفيات دولة قطر. وبعدها انتقل للعيش فيها في السنوات الأخيرة من حياته.
حيث توفي الشيخ والداعية المصري بعد مسيرة حافلة بالعلم والدعوة في السابع والعشرين من مارس عام 2025 في الدوحة بقطر، عن عمر ناهز 68 عامًا. وقد أوصى أن يُدفن بجوار رفيق دربه الشيخ شكري عبد الله.
من هو أبو إسحاق الحويني: شيخ وعالم الحديث
ولد حجازي محمد يوسف شريف، المعروف بـ”أبو إسحاق الحويني”، في العاشر من يونيو عام 1956 في قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ في مصر. وترعرع في أسرة متوسطة تعمل بالزراعة، وكان والده من أعيان القرية. سماه والده “حجازي” تيمنًا بموسم الحج، ووقفت والدته دائمًا بجانبه خلال مسيرته العلمية. اكتسب لقبه “الحويني” نسبةً إلى مسقط رأسه، كما تبنى كنية “أبو إسحاق” لاحقًا تأثراً بالعالم المقاصدي الشاطبي.
كذلك اقرأ: نبيل الحلفاوي ويكيبيديا السيرة الذاتية
دراسة أبو إسحاق الحويني والرحلة العلمية
بدأ الحويني تعليمه الأساسي في قريته، وانتقل بعدها إلى القاهرة حيث التحق بكلية الألسن في جامعة عين شمس. تخصص في اللغة الإسبانية وتفوق بين زملائه مما أهله للانضمام إلى بعثة دراسية في إسبانيا. ولكنه لم يكمل دراسته هناك، وعاد إلى مصر ليكرس وقته لدراسة العلوم الشرعية.
كذلك انطلق بعدها في رحلة طلب العلم، متنقلاً بين مختلف المشايخ في مصر والأردن والسعودية. درس أصول الفقه على يد الشيخ محمد نجيب المطيعي، وتعلم فنون الدعوة والخطابة من الشيخ عبد الحميد كشك. في الأردن، كان من تلامذة الشيخ ناصر الدين الألباني البارزين. وفي السعودية، درس العقيدة والفقه على يد الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين.
أبو إسحاق الحويني الإنتاج العلمي والدعوي
انخرط أبو إسحاق الحويني في مجال التدريس والخطابة، فألقى الدروس في العديد من المساجد بمصر وخصص وقتًا كبيرًا لشرح كتب الحديث والفقه والتفسير. اشتهر بمجالسه العلمية التي كانت مقصدًا للطلاب والمحبين للعلم.
كما ألف أبو إسحاق الحويني عدة مؤلفات بارزة ركزت على الحديث الشريف، منها: “تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد”، و”صحيح القصص النبوي”، و”النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة”. شملت أعماله تحقيق كتب التراث ونشر العلم، مما جعله أحد رموز السلفية العلمية.
كذلك اقرأ: سبب وفاة الفنان المصري أحمد زكي
التوجه الفكري أبو إسحاق الحويني
تصنف المدرسة الفكرية للحويني ضمن “السلفية العلمية”. التي تركز على دراسة ونشر علوم الحديث بعيدًا عن السياسة المباشرة. تميز هذا التيار باهتمامه بالعلوم الشرعية ونأيه عن التيارات السلفية ذات الطابع السياسي أو الجهادي.
مؤلفات الشيخ أبو إسحاق الحويني الشيخ والداعية المصري
من أبرز مؤلفات الشيخ أبو إسحاق الحويني ما يلي:
- تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد.
- غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود.
- النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة.
- كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء.
- صحيح القصص النبوي.
- بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن.
- إقامة الدلائل على عموم المسائل (مجموعة فتاوى).
- الفتاوى الحديثية (إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث).
- تخريج تفسير ابن كثير.
- الثمر الداني في الذب عن الألباني.
- مسيس الحاجة إلى تخريج سنن ابن ماجة.
هذه المؤلفات عكست جهوده في علم الحديث والفقه، وكانت مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بالعلوم الشرعية.
في الختام تعد حياة الشيخ أبو إسحاق الحويني مثالاً للشغف بالعلم والسعي المستمر في سبيله. أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته ودروسه، وظل مصدر إلهام لكل من يسعى لتعلم علوم الحديث والفقه. ترك هذا العالم إرثاً علمياً سيظل خالدًا في عقول وقلوب محبيه.